ملكات الجمال على الطريقة المغربية على طريقة ايمان شاكر

ملكة جمال المغرب. لقب جديد تنافست حوله 2000 شابة ممن لمسن في أنفسهن مواصفات إعتلاء عرش الجمال المغربي. خروج المباراة للعلن خلال نقل أطوارها عبر التلفزيون المغربي سنة 2012، لا يعني أن الخطوة جديدة، حيث بدأت المسابقة سنة 1989 بعيدا عن المواكبة الإعلامية. مقابل اللقب الوطني “المستتر” تصالح المغرب مع مفهوم الجمال المحتفي بأكثر المنتوجات شهرة داخل مناطق بعينها. بين اللقبين المحلي والوطني تبرز مغريات وشروط و آراء متباينة حول هذا اللقب.

تابع رواد المواقع الإلكترونية بفضول صور 18 مرشحة لنيل لقب ملكة جمال المغرب سنة 2012. فتحت الصور شهية المنتقدين الساعين لمقارنات قاسية وغير منصفة بحق المترشحات من خلال مقارنتهن بحسناوات أروبا وأمريكا اللاتينية.
ولدت الإنتقادات عدة تساؤلات حول شروط المسابقة، « لا أعتقد أنهن يمثلن الجمال المغربي الحقيقي» تقول إحدى الشابات التي لم يختلف تعليقها عن باقي التعليقات الغافلة عن شروط هذه المسابقة، حيث عمد بعضهم إلى وضع صور لطفلات داخل مناطق جبلية، بعيون زرقاء، وأخرى خضراء.. معلقا أن هذا جزء من الجمال المغربي الأصيل، على عكس صور المترشحات.
ذوق المتتبعين أغفل أن اللجنة القائمة على المسابقة لا تعتمد على الجمال الخارجي فقط، بل تضع مجموعة من الشروط التي لا يمكن توفرها في من يعتقده البعض نموذجا للجمال، وفقا للمعاير السائدة بعيدا عن خبراء الجمال العالمي.

* هذه الشروط.. تصنع منك ملكة جمال المغرب

تحتل الثقافة والشخصية والجنسية المغربية قائمة الشروط التي يجب توفرها في ملكة جمال المغرب، تليها مجموعة من الصفات الجسدية، كالطول الذي حدد في 1.68 على الأقل، والوزن في حدود 65 كيلوغرام، على أن تكون المتسابقة مولودة بجنس أنثى، مما يستبعد المشاركات الخاضعات لعمليات تصحيح الجنس.
ويشترط في المترشحات اللواتي حدد سنهن ما بين 18 و27 عاما، أن يكن عازبات وبدون أطفال، وهو ما يستبعد المطلقات، والأمهات العازبات، والمتزوجات. كما يستثنى من المباراة المترشحات اللواتي يعانين من مشاكل صحية، أو إعاقات، أو ممن يضعن وشما، أو عدسات ملونة، أو شعرا مستعارا، أو أقراطا في أنحاء جسمهن، باستثناء أقراط الأذن.
ويحرص المنظمون على أن تكون المترشحة ذات سمعة ممتازة، وأن لا يكون لها سجل عدلي، أو سبق تورطها في إحدى القضايا، مع تمتعها بثقافة عامة، وتمكنها من اللغات، ويفضل أن تتقن اللغة الإنجليزية حتى تتمكن من تمثيل المغرب في محافل عالمية.

* إغراءات المسابقة

ولتجنب التردد الذي قد يراود بعض المترشحات اللواتي تتوفر فيهن شروط المسابقة، تضع الجهة المنظمة بين أيديهن مجموعة من الإغراءات المادية المحفزة على التنافس، مثل تخصيص مجموعة من الجوائز للمتباريات الإحدى عشر اللواتي تمكن من الوصول إلى الحفل النهائي، بينما تحظى الفائزة باللقب بسيارة من نوع BMW، ومسكن فاخر بمسقط رأسها، مع هدايا بقيمة 200 ألف درهم، و سفر حول العالم لمدة 60 يوما، كما يخول اللقب للفائزة المشاركة في مسابقة ملكة جمال العالم، وتتكفل شركة Night Star Maroc المنظمة للمسابقة بدفع تكاليف السفر خلال مشاركة الحائزة على لقب ملكة جمال المغرب، في مسابقة ملكة جمال العالم.
كما تتكفل الشركة بتنظيم تنقلات الملكة، وظهورها الإعلامي لتمثيل المغرب خلال سنة كاملة تتلقى فيها مبلغا شهريا على اعتبارها موظفة داخل الشركة المنظمة.
بعد الإطلاع على شروط المسابقة والجوائز التي تنتظر الفائزة، تأتي خطوة المشاركة من خلال تعبئة طلب الولوج للمباراة باللغة الفرنسية، ويضم الإسم الكامل للمتبارية، ومكان وتاريخ ولادتها، اسم والدتها، هاتفها الشخصي، وبريدها الإلكتروني. مهنة الوالدين، وتحديد المهارات والهوايات التي تجيدها المترشحة، مع تحديد مستواها التعليمي الذي حدد أدناه في شهادة البكالوريا، إضافة إلى التصريح بحالتها الإجتماعية، وهل تتعاطى التدخين وشرب الكحول.
ويتضمن طلب الترشيح إرسال ثلاثة صور للمتنافسة، اثنتين بدون مكياج، حيث تكون الصورة الأولى في وضعية الجلوس، والثانية في وضعية الوقوف، أما في الصورة الثالثة فتكون للمترشحة بالمكياج، مع تحذير المتسابقة من إرسال صور لها في وضع شبه عاري، وذلك حفاظا على الخصوصية الثقافية، ولتحاشي ردود الأفعال والأصوات المعارضة للتظاهرة التي سبق نقل أطوارها خارج المغرب تحت ضغط المعارضين لها.

* أزياء محافظة تناقض المتعارف عليه

بعد التوصل بالطلبات واختيار المترشحات، يتم التأكد من مطابقة البيانات لما صرحت به المتباريات، مع استبعاد كل مترشحة أدلت بمعلومات مغلوطة. وتتكون اللجنة النسائية من وجهاء إقليميين، وأسماء من عالم الموضة والجمال وفن التصوير. وعلى عكس الظهور المتعارف عليه عالميا، حيث تسعى المتباريات إلى ارتداء ملابس جريئة تكشف جمال أجسادهن، وتؤجج أجواء التنافس بينهن، اختارت اللجنة المنظمة تغييب لباس البحر، والملابس الجريئة لتعوضها بقفطان تقليدي، وفستان سهرة بلمسة مغربية خلال مرور المترشحات أمام اللجنة المنظمة، « من المعروف أن مسابقة ملكة الجمال في العالم تكون بمواصفات خاصة، لكن مسابقة ملكة جمال المغرب فيها قوانين محترمة، لهذا لم تعارض عائلاتنا مشاركتنا.. كما تلاحظون نرتدي لباسا مغربيا.. وكل شيء هنا محترم» تقول فتيحة السويدي إحدى المرشحات لنيل اللقب خلال سنة 2012.
الطلة المحترمة التي يجهد المنظمون في إبرازها لتحاشي الأصوات المعارضة، تخفي خلفها العديد من الصفات التي تعمل اللجنة على إقتناصها لترجيح كفة الشابة التي ستحظى باللقب، وأهمها جمال الملامح وتناسقها، الأناقة الطبيعية، الجاذبية، الأنوثة، تناسق الجسم وجمال الطلة، وجود لغة معبرة للجسد من خلال حركات المتبارية أثناء حديثها، ومشيتها، ورقصها، يضاف إلى ذلك الصفات الفكرية والإجتماعية، والأخلاقية اللازمة لحمل لقب الملكة، والتي يتم التعرف عليها من خلال وقوف المترشحة أمام اللجنة المنظمة في أكثر من مناسبة.

* لقب الجمال مفتاح للقاء زعماء عرب وعالم الشهرة

بعد تتويج الملكة، تفتح الأبواب أمام حياة اجتماعية حافلة لتمثيل المغرب، «علي أن أمثل المرأة المغربية أحسن تمثيل، سواء كانت امرأة تقليدية أو عصرية .. وأتمنى أن أكون على قدر هذا اللقب عندما أنجز مهمتي» تقول سارة معتمد التي تخلفت عن واحد من واجباتها في تمثيل المغرب خلال مسابقة ملكة جمال العالم، مع غياب المواكبة الإعلامية لأنشطتها وأنشطة باقي الملكات اللواتي نجح بعضهن في دخول عالم الشهرة من بوابة التمثيل، دون إلتفات لأنشطتهن الإجتماعية.







تعليقات